المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢١

المغرب للجزائريين حبيب / 31

المغرب للجزائريين حبيب / 31 الرباط : مصطفى منيغ تمرّ الأيام ويخفت الحماس ، فتبقى مذ كانت إلى آخر ما ستكون نفس الشمس ، طالعة كالعادة فوق رؤوس جميع الناس ، أكانوا في المغرب أو الجزائر أو الهِنْدُراسْ ، صباح مشرق في صيف "وجدة" الحار البَأس ، على الأبدان والمزارع إلا نبتة من فُُطْرِ التّرْفَاس ، أو مُلبَّد بالغِيام أحيانا لهطول المطر بالكم الكافي لها حَاس ، أو متموّجة سحنته مع اخضرار ربيع الأشجار ذي القد والشكل مع طرقات المدينة وساحاتها تتجانس ، أو ذابلة مُسترخية أنواره المَطْلِيَّة باصفرار خريف على تفاؤلٍ كَبَسَ ، أو أي صباح والسلام مادامت سنة الحياة تقضي مسح الظلام لينهض مع وجدة من فيها تكدّس ، بلا شغل ولا حقِّ ديمقراطي في اكتسابه ولا تخطيط رسمي لتوفيره أَسَّس ، غير تعاطي التهريب وتسويق المحرمات والمشاركة في تضخيم ما يُكْثِرُ قي النفوس الضعيفة شر الوسواس ، في انسدادٍ غير مسبوق لأبواب الرزق الحلال حيال المتعودين على الطبيعي الخالي من الشوائب مهما كانت عابرة أو مقصودة لواقع في الطريق زاحف بإمكانات هائلة لفرض مولودٍ سياسي . ... حتى لا يفقد التسلسل مجراه لمَصبِّ مملوء بحقائ

المغرب للجزائريين حبيب / 30

  المغرب للجزائريين حبيب / 30 الرباط : مصطفى منيغ ... نَجَحَت "المَسِيرَة الخضراء" بمثل الجملة تصايحا كل فتاة وفَتَى، فعاد مَنْ شاركٍ فيها كُلٌّ مِن حيث أَتَى، لتبقى على امتداد الدهر في حُضْنِ إنجازها جيلاً بعد جيل يترَبَّى ، مِن خلالها ما ظلَّ في ذهني سرا يتقدَّم أسراراً بين وجداني تَسْتَخَبََّى ، ضَمَّنْتُ بعضاً ضئيلاً منها ما رويتُهُ لأيامٍ قلائل بعد أعوامٍ من الصَّمتِ الواصل حَد الزُّبَى ، عمَّا زرعه منَّا نضالاً وتضحيةً وخسراناً لمصالح وانتكاساً لمستقبل في مجال مثَّلَ أعَزَّ المُنَى ، فحصده البعض بغير عناء مناصب ومغانم وألقاب أحسنهم إن وُوجِهَ بالحقيقة لوجهه أَكْبَى . وإن عاد للخلف على نفسه النازعة حق الغير بَكَى، وإن عاش الوطن ولشروط الاستقرار استوْفَي ، فالفضل لمن أحبَّه عن بُعدٍ أو قُرْبٍ ما فرَّط في حقه ولا عن خدمته لتلبية النداء جََفَى . ... في سياق حديثي للوزير "البصري" الذي رغب في لقائي والحديث إليَّ الند للند ، بصراحة أساسها مرتبط ببرنامج عمل مستقبلي غير مكتوب ، ولا مختومة بنوده بالكيفية المتبادلة   بين طرفين أحدهما رسمي بامتياز مميَّز ، وثانهم

المغرب للجزائريين حبيب / 29

  المغرب للجزائريين حبيب / 29 الرباط : مصطفى منيغ مع الدقيقة الخامسة بعد منتصف الليل طرق باب غرفتي أحد مساعدي وزير الداخلية ، ما أن قابلي بعد فتح الباب حتى طلب مني مرافقته   على الفور ، لبَّيتُ دون استفسار كالعادة ، وما هي إلا دقائق تصل العشرين حتى رأيتُ السيد "إدريس البصري" يتقدّم لاستقبالي بحفاوة لم أكن أتصوَّر مغزاها حقيقة ، إن لم تكن لإشعاري بالأمان داخل تلك الحديقة الغناء المحتضنة بيتاً يعكس ثراء صاحبه ، وما أكثرهم من أغنياء في تلك المنطقة التي حَدَّدتُها (في مناسبة لاحقة بعد أعوام طواها الزمان ، ساقني القدر إليها لثاني مرة في عمري) كائنة فوق النفوذ الترابي لإقليم (محافظة) "اشْتُوكَة آيِتْ بَاهَا" ، وأكثر دقَّة في ناحية أقرب ما تكون من مدينة "بِيُوكْرَا" ، التي أصبحت الآن مقرّ عمالة ذاك الإقليم ، المزدحم بالضيعات الفلاحية ذات المزروعات المغطاة ، المنتجة لما تزخر به معظم الأسواق المغربية من خضر وفواكه . استقبلني ولسانه ناطق بما اعتبرتها مجاملة يتبعها ولوج في عكسها لضمان أهم المعلومات الراغب في معرفتها مني مباشرة ، وليسمعني بدوره بعض الأشياء المُ

المغرب للجزائريين حبيب / 28

  المغرب للجزائريين حبيب / 28 الرباط : مصطفى منيغ اكتشفتُ أن الفندق مخصَّص لشخصيات عسكرية ومدنية مشاركة بطريقة أو أخري في إنجاح ملحمة المسيرة الخضراء ، بإضافة بعض وفود الدول الشقيقة والصديقة التي حضرت لدعم المغرب في قراره التاريخي المعبّر عن إرادته في تحرير أقاليمه الصحراوية من الاحتلال الإسباني ، بأسلوب سلميّ أثار ما جعل المغرب عنواناً أولاً ، في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب عبر أقطار العالمُ ، تضمَّنت مقالاته بلغات متعددة ، إعجاباً وتضامناً مُطلقاً لمُحِبِّي الحقّ حينما يُستَرجَعُ بالحقّ ، وأيضاً تعاليق مشوبة بالترقّب ممّا ستتخذه اسبانيا المعنية الأقرب بالموضوع من رَدّ فعل . في لحظة كنتُ و"الشيخ المكي الناصري" ، المقيم في غرفة بجواري ،   نسترجع ذكريات الماضي حينما تقابلنا في مدينة "القصر الكبير" أثناء زيارة قام بها لتفقد فرع حزبه "الوحدة والاستقلال" الذي كان من رواده ساعتها صديقي وأستاذي "العياشي الحمدوني" ، الحزب الذي مَثَّل صحبة حزب الشُّورَى والاستقلال ، المنافس الأمثل والمزاحم السياسي الأقوى لحزب الاستقلال ، خلال مرحلة بناء

المغرب للجزائريين حبيب / 27

  المغرب للجزائريين حبيب / 27 الرباط : مصطفى منيغ في محطة القطار بمدينة مراكش ، وجدتُ السيد "محمد طريشة " ، الذي أصبح فيما بعد عاملا على اقليم :تَاوْنَاتْ" ، ثم والياً علي ولاية "الدّاخْلَة"، ينتظرني ليخبرني أن الملك سيتحرك نحو مدينة "أكادير" فكان على الوزير "إدريس البصر" أن يسبقه إليها ، فأمره أن يضع رهن إشارتي سيارة بسائق لألحق به إلى هناك ، وقبل ذلك سيأخذني لفندق (م) لأسترح قليلاً ثم أواصل سفري في حفظ الله ورعايته ، وجدتُ الفندق مزدحماً بالكثير من الشخصيات الرسمية ذي المناصب في الدولة سامية ، المعروفة لدي وغير المعروفة ، لمحتُ منهم السيد "أحمد بن سودة" مدير الديوان الملكي ، وهو يسلّم على مجموعة من الطلبة الصحراويين المتابعين دراستهم الجامعية في اسبانيا ، ومن بينهم "خلّي هنا ولد الرشيد"، بعدها اتجه صوبي ليحييني بصوت مسموع : - أهلاً بالبطل منيغ ، سيدنا جلالة الملك بلغه ما قمتَ به في الجزائر مع الرئيس الهواري بومدين أولاً بأول ، وأوصانا خيراً بك ، هذه بطاقة تتضمن أرقام هواتفي كلها ، اتَّصل بي متى عدنا من المسيرة

المغرب للجزائريين حبيب / 26

  المغرب للجزائريين حبيب / 26 الرباط : مصطفى منيغ أخبرني السيد "ألقُرْطُبِي" مدير ديوان عامل إقليم وجدة ، أنَّ الأخير سيستقبلني في مقر إقامته الشخصية صحبة السيد "أحمد الصفَّار" رئيس قسم الشؤون العامة ، بالفعل اتجهنا صوب المكان المُعيّن ليرحب بي السيد "محمد الدبي القدميري" في مدخله ، بحفاوة ملحوظة ، جعلتُها توطئة لكسب بداية تعامل مُفعمٍ بصداقة منشودة تُطِلّ على مرحلة جديدة ، من الخدمة لصالح الوطن عامة ، وناحية المغرب الشرقي خاصة ، وكلما تعمَّق الحديث بيننا اكتشفتُ الحمل الثقيل الذي ينتظر مني أن أُحضِّر نفسي لتحمُّله ، وأن كنتُ في حاجة لعطلة استردُّ بها طبيعتي مع أهلي ، لأمحو عنهم القلق الذي عايشتهم فيه ، خلال مدة غير قصيرة ، علموا أثناءها بحجم المخاطر التي من الممكن التعرُّض إليها داخل جزائر نظامٍ ، حكمه لا يرحم مَن اكتشف أنه يسبح خارج تياره . سألني عن شعوري وقد عدتُ لبلدي في أحسن حال بعدما قدّمتُ ما يُشرِّف كل مغربي ، أجبته بلغةٍ تضع حداً لدبلوماسية ليس الآوان يسمح بمبادلتها مع إنسان لم يغيِّر بعد هندامه العالق به ما يُذَكِّرُ بذاك الخَندق المشؤوم ،

المغرب للجزائريين حبيب / 25

  المغرب للجزائريين حبيب / 25 الرباط : مصطفى منيغ أوصلتني السيارة لغاية المائة متر الأخيرة الفاصلة بيني ومَمَرّ العبور نحو المغرب ، نزلتُ وبيدي كيس أخرجته من صندوقها الخلفي به جلباب رثّ خَشِن المَلْمَس ممزّق تفوح منه رائحة تُبعد عن لابسه العدوّ كالحبيب ، وعمامة غيَّب عن لونها الأصلي وحل يابس ملتقط من مستنقع ماء آسن للذباب الباحث عن مقرِّ وسِخٍٍ جالب ، غطَّيتُ بها رأسي وجزءا من وجهي لأبدو عن سليم العقل ذاك الغريب ، التائه بين المطارح يقتات منها ومتى لفَّ وجوده ظلام الليل غَفا عن الدنيا مُلقَى على ارضٍ مهما كان وضعها لجسده البشري مُتعب ، منظره إن صَحا مِن بعيد مُخيف وعن قُربٍ لا يطيقه حتى الصَّابر على المكاره بصبر استثنائي يستجيب . عزمتُ وتقدّمت لا أتصوَّر إلا وقُوع ما حَكَّمْتُ لأجله مثل الترتيب ، إذ ما كدتُ أدْنُو   من حاجز للدرك الجزائري حتى انْتَهَرَني أحدهم والثاني لوَّح برشاشه أن استمر دون توقُّف مُحيَّاه يُظْهٍرُ وَقْع الرَّائحةِ الكريهة التي صَدَّرَها الجِلباب لأنفه ليشلّ عنه التفكير ولتخطيطي الهدف يصيب ، حتى إذا وصلتُ "الخندق" ألقيت بنفسي داخله لأتخلًّص ممَّا أر